السبت، 16 يوليو 2011

مع خالص ودي سيدي..



كل أوقاتنا الجميلة ستنتهي بلاشك..وكل لحظاتنا الحزينة ستطوى في دفاتر الزمن.. ودون جدل أو ندم أو تعب.. سننسى..
نعم سننسى أننا تعبنا في هذا اليوم أو ذاك.. ستطوى جراحاتنا.. وستمر ضحكاتنا وتهيم في فضاء الأيام والسنين..
سنعيش ساعتنا فقط ولحظتنا تلك التي لم ولن تُنسى..
كثيرين هم من مروا في حياتنا وصادفناهم.. منهم من بقى في سويداء القلب ومنهم من تبخر وانجرف مع تيار النسيان..
عندما أتذكر حياتي ومن فيها ابتسم لان من أتذكرهم بحق اثروا في حياتي وجعلوني أنا..
ابتسم لان الخالق منحني نعمة النسيان لأنني لو لم أنسى ماحل بي من ويلات البشر وآثار حروبهم ودمارهم لكنت الآن جثة بلا روح..
الأيام تمضي والسعادة لم يبقى لها في حياتنا الكثير.. لاأدري إن كان مااكتبه له معنى حسي أو معنوي لأحد إلا أنني أدركت بأن كتابتي اليوم ماهي إلا نتاج قهر اكبته في نفسي..
نصادف أُناسا نظن أنهم أشباهنا في حيوات أخرى .. ولا ندرك حقيقتهم إلا عندما تتصادم عوالم الحقيقة بالخيال..
ترددي في قبولي لهم في حياتي ليس لشئ.. ولكنني لا أريد أن أُجرَح منهم هم بالذات..
ليس كل يوم سأجد من يشبهني لكي ألقاه صدفة في حياتي.. ولكنه من دون كل البشر يشبهني بحق..
أشواقنا.. أهدافنا.. عنادنا.. أطباعنا.. رغباتنا.. وحتى وحدتنا.. كلها متحدة واحدة بلا شك.. وكأنه مرآة ذكرية مني.. نسخة لانختلف فيها إلا في الجنس فهو ذكر وأنا أنثى..
مصيري معه انتهى لأنني آثرت إبعاده عن حياتي فأنا لم اعهد بأحد أن يقرأني ويفهمني هكذا..خفت أن يتعمق في جوارحي أكثر فيجرحني.. وخفت أن يفهمني أكثر ويحبني.. وخوفي الأكبر من أن أحبه لأنني كنت بدأت أن اشتاق له بعنف و دون أن يدري..

سيدي القريب البعيد.. ماكنت أظن يوما أن ترمي الأقدار لي بشخص أراه نفسي بنفسي.. وماكنت أظن بأن هناك من سأناظر عيناه لأشيح بنظري عنه وأنا اخفي دموعي..
وماكنت أظن للحظة بأن هناك من يستطيع إمساك هوائي .. أولا تعلم ياسيدي بأن الهواء لايُمسك ومامُسك إلا بيديك..وماكنت أعلم بأن قلبي الذي ينفطر ألما وحزنا.. وينبض باحتضار أن يشتاق لوجودك..
ألم تدرك بأنني أبعدتك عن حياتي لأنني لم أٌرِد أن أُجرَح على يديك..
ألم تعلم بأنني مثلك سيدي لاأخضع إلا لخالقي..
ألم تعلم بأن شوقي ألم.. واحتياجي سقم.. وأهاتي ندم..؟؟
ألم تعلم بأن بلادي أصبحت خاوية بعد رحيلك ؟؟
يالك من إنسان رائع وكم أدركت بمدى روعتي عندما عرفتك لأنك تشبهني جدا..
مع خالص ودي سيدي..فأنت بحق إنسان عظيم..
لك كل الود والاحترام كما قلت.. فأنت ستظل ممن سكنوا سويداء القلب سيدي..

حررت يوم السبت الموافق 16/7/2011
                             8.10 pm

الأربعاء، 6 يوليو 2011

إعدااااام .. و .. نسياااان



يوم مرّ بأحداثه الكثيرة المترابطة ..هنأت إحدى بنات العائلة بعيد ميلادها .. وخالي بذكرى زواجه.. وودعت قريباتي بالمطار وذهبت إلى ذلك المقهى في بريق الشاطئ لآخذ منه تلك القهوة الرائعة ..وعند عودتي في الطريق لم أقوى على رفع رأسي تعبت فجأة وأوقفت السيارة جانبا .. إنهاك وتعب اعتراني فلم اعد أتحمل..
عدت للبيت ونمت قليلا وحلمت أحلاما ليس لها معنى .. وصحوت على صوت مسج في هاتفي النقال.. قرأت المسج وتأملتها طويلا.. كانت من خالي العزيز يشكرني على رسالتي بالتهنئة ويقول بأنه اشتاق لي كثيرا ويسألني متى سآتي للجنوب..!!؟



فاصل....

ماالذي تبقى فيني لم تمسه حروب البشر بدمارها وعنفها؟؟!!.. قلبي .. عقلي .. بدني..صرت لااقوى على البوح حتى لنفسي..
صار الليل والنهار متساويان فلا فرق عندي بين 6 صباحا أم 6 مساءا.. أصبحت أرى الألوان ثلاثة.. ابيضا.. واسودا .. ورماديا قاتما.. ليس لبقيتها أي أساس في حياتي..
ليس يأسا مااقوله..ولا إحباطا .. ولكنه واقعا حياتيا مرّا أعيشه!!!
حملت قلبي وعقلي وبدني لصحراء موحشة ورميت بقاياهم على زوايا مختلفة من تلك البيداء..لكي لا يجتمعوا مرة أخرى..
وقعت على ماضٍ كئيب طويته بطله من أحببته وكان لايستحق ..
قرأت صفحته فكان هناك بندٌ يقول .. عند التوقيع سيتم الإعدام وكذلك النسيان..
وقعت في آخر صفحة تلك الماضي .. اعداااااااام ومن ثم نسيان..للأبد..
فمثل ذلك الماضي لايذكر أساسا..
رغم أني وخلال تلك الفترة تعبت نفسيا وبدنيا وصحيا إلا أنني لااريد حتى تذكر ماحصل..
إعدام ..فنسيان للأبد.. الهي كم أن قلبي يتقطع الآن في بيدائه..ويلوم عقلي ..ويلومني..
صفحتي هذه اليوم شاهدة على إعدامي هذا.. ورغم كل شئ فمازالت بداخلي بقايا تمزقني كشظايا زجاج متناثرة..بقايا حاولت انتزاعها إلا أنها ملتحمة بحنايا فؤادي..
كيف لي أن أنسى وان احكم بإعدام صفحة من حياتي أنا كتبتها؟؟ وكنت يوم ما بطلتها؟؟
كيف لي أن أنسى كل ذلك العذاب والسهر والقهر الذي عشته..؟؟
والخوف ..والحب.. والشوق .. والحنين؟؟
كيف لي أن أعيش لحظتي هذه وأنا أصارع موتا وحياة .. وكأنني بطلة لمسلسل قادم يحكي أن البطلة تعاني انفصاما حادا في الشخصية ..
الهي.. مااصعب النسيان.. ومااقسى الأيام.. وماافظع البشر..
رغم تعبي وآلام جسدي المتفرقة إلا أنني اقاوم لأكتب لان غدا شهرٌ جديدٌ يبدأ.. وبعد غد سأسافر وأنسى كل شئ في أحضان جدتي..
أحببت بجنون.. وعشقت بجنون.. وتعبت بجنون.. وهاأنا اعدم ماضيي وقلبي بأقسى أنواع الجنون..



حررت يوم الخميس الموافق 30/6/2011
                                   9.05 pm