الأربعاء، 1 يونيو 2011

صديقة الفجر..



يقولون بأن الحب عذاب.. وبأن الكره عذاب.. وبأن الحزن عذاب .. والسعادة أحيانا عذاب.. وبأن الكذب عذاب .. والصراحة والصدق أحيانا عذاب..
واكتشفت بأن الحياة بأكملها عذاب..
هناك عند شاطئي المفضل أخرجت مقعدي من السيارة وأحضرت كوب قهوتي المفضلة وأطلقت شعري للريح..وانحنيت اسمع لصوت الكمان الحزين الذي ينبعث من مذياع سيارتي.. لم يكن احد هناك سواي .. التفت فجأة على صوت غريب فإذا بكلب يجثو بجانبي وكأنه أحب صوت الكمان هو الآخر..نظرت إليه بغرابه ولأول مرة من سنين رسمت.. نعم رسمته وهو بجانبي أدركت بأنني مازلت احتفظ بخصائص وإبداعات الرسامة التي في يوم ما حصلت على المركز الثاني على مستوى السلطنة بلوحة مازالت معلقة في مجلس بيتنا..
رغم أن الوقت فجرا والجو بارد جدا إلا أنني كنت مستمتعة بصديقي الجديد ..ذلك الكلب الذي أتى من اللا مكان ليكون بجانبي دون البشر أجمعين.. كان يرمقني بنظرات هادئة ورغم أن المسافة بيننا ليست كبيرة إلا أنني أحسست بهدوء وطمأنينة على غير المعتاد وكأن هناك من يحرسني.. هاهي خيوط الصباح بدأت تتحد لتغزل صباحا جميلا .. ومن بعيد رأيت بأن الناس قد بدأوا بالهرولة على الشاطئ .. التقطت حجابي وقمت بارتدائه وأغلق صوت المذياع.. ورجعت لمقعدي والتفت إلى الكلب فلم أجده.. وكأنه تبخر ساعتها..لاادري لما أحسست بضيق يعتريني عندما لم أجده وكأن الدنيا فجأة صارت موحشة..نظرت للبحر وكأنني أتبادل حوار طويل.. ولم انتبه إلا بحركة قريب قدمي فهلعت وإذا بجرو صغير قربي ابتسمت وإذا بآخر بجانبي وثالث آخر يتثاوب أمامي ورأيت كلبي الصديق واقفا يرمقني من بعيد ..وكأنه يقول لي هؤلاء أبنائي تعرفي عليهم..وعلمت بأنها كلبه وليست كلب.. أم حنونة ترعى جراءها الصغار..
رغم هلعي من الكلاب إلا أنني لم اهلع منهم بل العكس كنت سعيدة بهم وكأنهم أطفال يلعبون حولي..
لم اشعر إلا بمنبهي ينبهني بموعد رجوعي للبيت.. أرجعت مقعدي للسيارة وهممت بالرحيل فانتفضت الكلبه من مكانها وكأنها علمت بأنني سأذهب ورغم بأنها لم تقترب كثيرا مني إلا أنني أحسست برغبة بالبكاء حالما رأيتها واقفة لتوديعي..
كانت الجراء تقفز بجانبي تارة وتذهب إلى أمها تارة أخرى .. وعند ركوبي في السيارة سمعت نباح الجراء وكأنها تودعني أو تطلب مني البقاء..
ذهبت وأنا أراها خلف السيارة تركض..وصلت للبيت وأنا بداخلي شعور غريب لم أعهده من قبل .. شعور اجتاح كياني ووجداني لااجد له تفسيرا..
نزلت من سيارتي فسقطت ورقة من دفتري وحالما التقطتها لأراها ابتسمت ابتسامة عريضة.. كانت تلك رسمتي للكلبة الوفية.. وضعتها على سطح السيارة وكتبت فوقها .. صديقة الفجر..

تم تحريرها يوم الثلاثاء الموافق 1/3/2011
5.43 am

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق