الأربعاء، 1 يونيو 2011

غصات حب لم يرى النور..



يوم مر طبيعي كأي يوم..انهماك بالعمل واستراحة في المنتصف لآخذ فنجان من القهوة ثقيل لكي يهدئ ولو جزء قليل من الصداع الذي بي..
استرخيت على كرسي المكتب لانتبه على صوت فتح الباب بقوة .. كانت هي بوجهها الممتلئ ولكن اليوم لم تأتيني ضاحكة كعادتها..
ارتمت على الكرسي أمامي وعيناها قد أنهكتها الدموع ..
مابكِ؟؟؟ مالذي حصل .. سألتها
لاشئ مجرد ضيق وسينتهي.. أجابتني
نظرت إليها مطولا فبكائها لم يكن طبيعيا .. هدأتها وأعطيتها كوبا من الماء البارد عله يهدئها..
نظرت إلى عيناي وقالت لماذا؟؟ لماذا الإنسان يحب شخصا لايبالي... لماذا الدنيا هكذا؟؟
لم أعقب على كلامها لكي لا تصمت .. بل نظرت لها نظرات حنونة وانتبهت إلى ماتقول وكأني أقول لها أنا أسمعك أكملي..
استرسلت في الحديث واضعة وجهها في يداها..تقول .. أحببت شخصا يصغرني ب 8 اعوام.. ظننت انه يحبني .. ولم أكن اعلم في البداية بأنني أحبه.. ملكته كل شئ لأنني أحببته.. ولكنه لم يكن يبالي.. أهملت بيتي وزوجي وحياتي .. لأجل أن أبقى معه..كان من المواقف البسيطة يقلب الدنيا .. إلا أنني أعود اليه راكضة وكأنني المذنبة..
أحببته بقوة لدرجة أنني لااستطيع إبعاده عن حياتي رغم انه أبعدني بل رماني في اقرب سلة مهملات.. إلا أنني لااستطيع نسيانه ولا تركه..

أجهشت بالبكاء وماكان مني إلا أنني حضنتها بقوة فماذا أقول؟؟
ساد الصمت بيننا وفي داخلي اعلم بأن الحب أعمى.. وبأن الحب إذا طرق أبواب قلوبنا فإنه يدخلها بكل هدوء..
اعلم أن الحب قوة لأناس .. وضعف لآخرين..
اعلم أن الحب هلاك.. عذاب .. وسهر ...
اعلم أن الحب جنون.. وجنونه فنون..
اعلم كل هذا فماذا أقول لمن أثكنته جراحات الحب؟؟ هل ألومها لأنها أحبت شابا يصغرها بأعوام؟؟ أم أن اللوم يقع على من حرمها الحب في الأصل؟؟
أحسست بغصات صدرها تمزقني فلم أتمالك نفسي وبكيت معها..
بكيت لأنني اعلم مايفعله ثوران بركان الحب في الحنايا..
اعلم مايفعله زلزال العشق بقلوب البرايا..
بعد فتره ليست ببسيطة قالت: اعلم بأننا تركنا بعضنا في هدوء إلا أنني اشتاق له يانورا.. اشتقت لمسجاته.. ولصوته.. ولنظراته.. اشتقت لكلماته ..تعبت يانورا فما الحل؟؟ علمت اليوم انه مريض جدا وحرارته تجاوزت ال 40 حاولت الاتصال به وأرسلت له مسجات إلا انه لم يرد علي.. برغم من أنني عاهدت نفسي إلا اتصل أو أرسل الانني خنت نفسي حالما سمعت انه مريض.. انشطر قلبي نصفين وودت أن أكون بجانبه إلا انه لم يجب.. أحبه برغم قسوته علي وصده المتكرر لي.. واعلم بأن كرامتي قد تبعثرت إلا أنني أحبه..
لم أكن يوما أظن بأنني سأكون أسيرة للحب هكذا لاأدري مالذي فعله لي..
أخذت وجهها بين كفاي ونظرت في عيونها وقلت.. اعلمي بأنه ليس محظوظا أن رمى بحبكِ أرضا.. فأنتِ ملاك طاهر نادر الوجود..ليس الذنب ذنبكِ انكِ أحببت شخصا لم يقدركِ.. بل كوني أكثر قوة وصلابة لأنه هو الخاسر.. فلقد خسر قلبا أحبه بصدق في زمن قل فيه الصدق والصادقين..
بكيت وأنا أحدثها .. لأنني رأيت في عيناها تجسيد لمعنى الحب الصادق..
قالت: أتعلمين برغم كل مافعلته له أرسل يقول ذلك اليوم بأنني مثلت عليه دور الحب وانه كان في حياتي للتسلية؟؟؟ هل أنا كنت أتسلى به؟؟
أنا أحببته لأنه هو وليس لشئ آخر كما يظن.. فلماذا أساء الظن؟؟؟
مسحت دموعها وقبلت جبينها وقلت: فليقل مايشاء.. لو احبكِ حقا وعرف قلبك الكبير لكان لزاما عليه أن يحبك بصدق وان لايترككِ أبدا ولكنه احبكِ لأشياء هامشية تعلمينها أنتي..
لاتجعلي من تجربتكِ هذه حجر عقبة في طريق سعادتكِ واستمرار حياتك فأنتِ اكبر من ذلك.. يكفيه انكِ احببتيه بكل ذرة منكِ.. وسيعلم عاجلا بأنه فقد إنسانة رائعة ليس لها مثيل..
ابتسمت ولأول مرة أحس بأن الحياة جميلة بابتسامة شخص.. وقالت صدقتِ..
استأذنتني لان العمل انتهى منذ مدة.. وذهبت.. إلا أنها رمقتني بنظرة حب وهي خارجة وقالت لي.. ليت في الدنيا قلوبا كقلبكِ يانورا.. وليت لي صبركِ أنا اعلم بأنكِ جبل من الهموم إلا انكِ صامدة رغم كل شئ.. ابتسمت لها وقلت.. سيأتي يوم أتكلم فيه لاتقلقي ..
ناظرت الباب فترة طويلة والابتسامة على شفاهي.. هل هناك حب كحبها لمن تحب؟؟
بالفعل أنها نموذج جميل لامرأة من زمن المستحيل...

حررت يوم الاثنين 25/4/2011
2.10 pm

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق