الأربعاء، 1 يونيو 2011

اغضب..



اغضب .. واغضب.. واغضب ..فلن أبالي لغضبك بعد الآن..
فلن اغضب منك ولن أبالي .. لأنني تعلمت كيف أسيطر على غضبي بعد أن كنت أكثر نساء الأرض اشتعالا بالغضب..
اغضب وافعل ماتشاء.. استمر بهروبك الدائم .. وسهرك الطويل خارجا.. وابقى عابسا في وجهي دائما فلن يؤثر بي..
أتحسبني سأتوجه للبكاء كما كنت افعل؟؟!! أم أنني سأحايلك كما تحايل طفلة صغيرة أباها ليرضى عنها؟؟!!.. أم أنني سأمتنع عن الأكل والشراب آملةً أن ترضى عني؟؟!!..
عشت لك جاريةً رغم رفاهية حياتنا.. فأنا من تجهز لك الملابس والطعام وحتى الحذاء مسحته لك.. كيلا أكون مقصرة في واجباتي ..
استحملت تقصيرك بحقي وصمت.. كيلا أنغص عليك حياتك.. حتى حقوقي كزوجة تغاضيت عنها وكذبت بأنني راضية رغم أنني لم أرضى معك أبدا كزوجة!!!!
استحملت غيابك الطويل عني.. وصدك المتكرر لي.. وكنتُ مبتسمة لك كل صباح متناسية كل ذلك..
أخفيت عنك آلامي مرارا كيلا تشعر بالحزن علي..وكنت أغلق الحمام كثيرا وأنا أتقطع من الألم كيلا أجعلك تشعر بالأسى..
كنت لك الابنة التي لم نحظى بها بطلباتها وشقاوتها وترحيبها وقفزها وبكائها وابتسامتها عند لحظة وصولك..
كنت أقود بسرعة جنونية دائما لكي أصل قبل أن تصل أنت.. لتجد كل شئ جاهز ومرتب.. طعامك.. ملابسك.. حمامك..
دست على قلبي لأجلك ولأجل انك أنت .. ورميت بسعادتي عرض الحائط لكي تستمر الحياة بيننا..
كل هذا وأنت تغضب؟؟ قل لي لماذا؟؟
لماذا لاأنفجر أنا غضبا بعد كل هذا؟! أم انك تعودت بأنني أنا التي يجب أن تعتذر حتى وان لم أكن مخطئة؟؟!
قل لي مالذي فعلته لكي تغضب مني؟؟ وأصحو من النوم لأجدك نائما في الغرفة المجاورة؟؟
أبهذا تعاقبني مثلا؟؟
أم انك تحاربني جدلا؟؟
اعلم ياهذا بأنني لن أبالي بعد اليوم .. لأنني تعبت من أن امثل دور الجارية وسيدها.. انتهت فصول مسرحيتي معك..
اغضب بل اشتعل غضبا فلن أبالي...
اغضب واغضب وجهز غضبك التالي..
اغضب فهل بغضبك سيتدمر أكثر حالي؟؟
اجعل غضبك وقودا لنارك المشتعلة.. فعندما تصحو لن تجدني.. سأقضي إجازتي اليوم وغدا بعيدا استرد فيها قواي .. تلك القوى التي استنفذت في كتم مابي من حنق وغضب.. لأنني وللأسف تعلمت كيف اكبح نفسي..
سأتوجه بعيدا جدا وأغلق جهازي المحمول..واكتب من هناك..
دموع تحاول النزول إلا أنني اكبحها خوفا من أن تنزل وتعدلني عن رأيي
سأذهب علني أجد الراحة وحدي هناك..
ورغم أنني ذاهبة لم أنسى أن أجهز لك فطورك.. وملابسك لليوم.. فرغم غضبي منك أنا عكسك اهتم لك أكثر عندما اغضب..
دروب لن تنتهي ربما ولكن يظل الأمل قائم..

تم تحرريرها يوم الخميس الموافق 10/2/2011
6.28 am

هناك تعليق واحد: